في أجواء بهية مشبعة بالمتعة والتفاعل، قُدم صباح السبت 02 غشت 2025 عرض مسرحية “سيلفي” من إنتاج فرقة فضاء سكومة لمحترفي التنشيط بخريبكة، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الرواد الدولي للمسرح، على خشبة الخزانة الوسائطية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة.

قدّم العمل المسرحي، الموجه لفئة الأطفال، رؤية تربوية معاصرة لقضية الإدمان على الهواتف الذكية داخل الأسرة، مستعينًا بلغة بصرية محكمة وأساليب فرجوية تفاعلية جمعت بين الفكاهة والوعي، ليخلق تجربة مسرحية فريدة تغذي فكر الطفل وقلبه في آن واحد.

شهد العرض تشخيصًا مميزًا لأبرز الفنانين المخضرمين ، من بينهم: المصطفى بوخيطة، علي آيت القائد، والمواهب الصاعدة حكيم أيوب، فاطمة الزهراء سكومة، أيمن أبومالك، والطفل إسماعيل سكومة، إلى جانب مساهمات موسيقية رائعة للأستاذ عبد الرحيم بهيجة، وظهور فني خاص للفنان والساحر عبد العالي غنينو، في إطار إخراج وإدارة فنية دقيقة للفنان المبدع هشام سكومة.

وفي كلماته حول هذه التجربة، عبّر هشام سكومة، عرّاب الطفولة ومهندس التوليفة المسرحية، عن امتنانه العميق لإدارة مهرجان الرواد الدولي للمسرح، مثمّنًا ثقتهم الكبيرة وإيمانهم بقيمة المنتج المسرحي المحلي القادر على الإبداع من قلب الهامش والوصول إلى عمق الهوية الوطنية برسالة فنية راقية. وأكد أن مسرحية سيلفي لم تكن مجرد عرض للأطفال، بل كانت تحديًا خُضناه بشغف، وحققنا فيه التميز رغم كل الصعوبات.

وأضاف أن هذا المهرجان منح خريبكة، المدينة التي تعشق الفن بجميع تجلياته، نكهة مسرحية أصيلة تضاف إلى رصيدها الغني، لتكمل بذلك روعة السينما الإفريقية، وعراقة مهرجان التبوريدة الشرقاوية، وسحر عشق التراث في إعبيدات الرما، مما يؤكد بكل فخر أن خريبكة لا تزال منبعًا نابضًا للجمال والإبداع بكل ألوانه وأطيافه.

وقد لقي العرض استحسان الأطفال وأولياء أمورهم، الذين تفاعلوا بحرارة مع لحظاته الطريفة ورسائله العميقة، في مشهد يؤكد الحاجة المستمرة لمسرح طفولي ذي رسالة، يُصنع من القلب ويخاطب الروح.