خريبكة: سينما الطفل بمهرجان السينما الإفريقي 25..إبداع راقي وتشويق حالم
اولت إدارة مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية، خلال الدورة ال25 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، التي أقيمت من 21 غالى 28 يونيو 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس اهتماما بالغا لسينما الطفل، لما لثقافة الصورة، من دور كبير في التربية والتكوين والفرجة وبناء الشخصية.
هذه الفقرة الخلاقة، التي تواصل إدارة المهرجان الحفاظ عليها وتطويرها، كمكسب فني جديد ينضاف إلى باقي فقرات المهرجان المميزة، حققت نجاحا مبهرا خلال الدورة السابقة، التي استفاد منها الكثير من الأطفال، من عشاق السينما والإثارة والتشويق والإبهار.
خلال هذه السنة، كرست الدورة فرجتها، ضمن الأنشطة الموازية الرفيعة، لأجيال الغد، وذلك من خلال عرض العديد من الأفلام السينمائية، التي تخاطب الطفل، بطريقة مندمجة وحالمة، تكون فيها القصة التشويقية عنصرا مهما في المتعة البصرية، والتي حركت في النفوس البريئة الكثيرة من الأسئلة والأفكار، ولذة الانتشاء.
وواكب عروض الأطفال التي استمتعوا بها كثيرا، أنشطة ترفيهية، تمزج بين السينما والركح، وتحاكي بين القصة والحكاية والسيناريو، والموسيقى التصويرية المحفزة، وهو ما جعل تلك العروض، اكثر تفاعلية، انتزعت من عيون الصغار، الكثير من الفرح والاستمتاع بروعة الصورة، والخيال والأحلام.
رحاب الخزانة الوسائطية التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، كانت مسرحا لهاته الفرحة السينمائية والفنية والترفيهية، التي اشرف عليها عراب الطفولة هشام سكومة بمعية فريقه الفني، حيث قدموا لوحات فنية غنية، بالمعاني والقيم الإبداعية والإنسانية، فكانت غاية في التشويق والفرح والجمال.
وفي الضواحي، وضمن إستراتيجية إدارة المهرجان، إيصال هذه الاشراقات السينمائية الفريدة، إلى المناطق النائية والمجاورة، اشرف الفنان المبدع حسن تابع على هذه التجربة الفنية والسينمائية، في كل من جماعتي حطان، وبئر مزوي، وهي الفقرة التي كانت ناجحة، وتفاعل معها الجمهور بشكل مميز.
بالمناسبة اكد متتبعون وعدد من أباء وأمهات الأطفال، على فرادة هذه التجربة السينمائية، التي قل نظيرها في مهرجانات أخرى، حتى لا تبقى السينما موجهة فقط الى الكبار، داعين في المستقبل إلى تطويرها، وإشراك الأطفال في المنافسة من خلال تنظيم مسابقات لهم، فضلا عن تنظيم ورشات، ولما لا ندوة فكرية حول السينما والطفولة، وتأثير السينما على الطفولة، وعلى المجال التربوي بشكل عام.
كما أعجبوا بالأفلام المعروضة، خاصة أنها تناقش مواضيع وقضايا هي في متناول الأطفال، وتساهم بشكل كبير في تنمية مداركهم وأفكارهم، وصقل مواهبهم، وجعل السينما، فنا وإبداعا يلعب دورا أساسيا في تكوين شخصياتهم في المستقبل.
والتمسوا بالمناسبة من إدارة المهرجان، ومن اجل تقريب السينما إلى الأحياء الشعبية، الى توسيع دائرة عروض الأفلام، خاصة في دور الشباب القريبة من الأحياء الشعبية والمراكز والمرافق الاجتماعية، إضافة إلى عروض أخرى في الوسط القروي.
واثنوا في الأخير على جهود إدارة المهرجان، لما يبذلونه من طاقة كبيرة، لإسعاد الأطفال، وإنجاح كل دورة على حدة، مبرزين أن ذلك من شأنه المساهمة في التنمية الثقافية والفنية، والرقي بالمهرجان إلى مصاف المهرجانات الدولية الرائدة، علما أن مهرجان خريبكة مهرجان دولي عريق، ويستحق كل ثناء ودعم وتشجيع.
المصطفى الصوفي